السبت، 3 نوفمبر 2012


  مقدمه عن التدخين



ليس من عصر كثرت فيه التجارب كعصرنا هذا وكأن الإنسان قد أصيب بهوس التجارب وعدواها في كل ما يمت إلى حياته بصلة. وقد تكون هذه التجارب مجرد واجهه أو مدخل شرعي لممارسة كافة الرغبات والأهواء على اختلاف أنواعها وشذوذها حتى تتحول تلك التجارب أخيرا إلى عادة مستحكمة ظالمة تقود الإنسان حسب هواها ورغباتها. وأكثر ما ينطبق ذلك على عادة التدخين التي تحكمت بعقول الناس على اختلاف مللهم وعلمهم ومشاربهم.
التدخيـن هـو عمليـة يتم فيها حرق مـادة ، غالبًا ما تكون هذه المادة هي التبغ ، حيث يتم تذوق الدخان أو استنشاقـه . وتتم هذه العملية في المقام الأول باعتبارها ممارسة لتروح النفس عن طريق استخدام المخدر ، حيث يَصدر عن احتراق المادة الفعالة في المخدر، مثل النيكوتين مما يجعلها متاحة للامتصاص من خلال الرئة وأحيانا تتم هذه الممارسة كجزء من الطقوس الدينية لكي تحدث حالة من الغفوة والتنوير الروحي. وتعد السجائر هي أكثر الوسائل شيوعًا للتدخين في الوقت الراهن ، سواء كانت السيجارة منتجة صناعيا أو ملفوفة يدويًا من التبغ السائب وورق لف السجائر. وهناك وسائل أخرى للتدخين تتمثل في الغليون ، السيجار ، الشيشة ، والبونــج "غليون مائي".
يعد التدخين من أكثر المظاهر شيوعاً لاستخدام المخدرات الترويحي. وفي الوقت الحاضر، يعد تدخين التبغ من أكثر أشكال التدخين شيوعًا حيث يمارسه أكثر من مليار شخص في معظم المجتمعات البشرية.وهناك أشكال أقل شيوعا للتدخين مثل تدخين الحشيش والأفيون. وتعتبر معظم المخدرات التي تُدخن إدمانية. وتصنف بعض المواد على أنها مخدرات صلبة مثل الهيروين والكوكايين الصلب. وهي مواد ذات نسبة استخدام محدودة حيث أنها غير متوفرة تجاريًا.
اختلف طرق فهم التدخين عبر الزمن وتباينت من مكان إلى آخـر ، من حيث كونه مقدس أم فاحش ، راقي أم مبتذل ، دواء عام - ترياق - أم خطر على الصحة. ففي الآونة الأخيرة وبشكل أساسي في دول الغرب الصناعية ، برز التدخين باعتباره ممارسة سلبية بشكل حاسم. في الوقت الحاضر.
إن التدخين ذلك المرض العضال الذي سيقضي على حياة ألف مليون إنسان خلال هذا القرن، لنشخِّص المرض والعلاج ، وهل هناك طريقة للإقلاع عن التدخين ؟!....
الإحصائيات الدولية للتدخين




لن أحدثكم عن التقارير الصادمة التي صدرت مؤخراً عن نسبة المدخنين في العالم الإسلامي ، ولكن يكفي أن نعلم بأن الغرب قد خفض عدد المدخنين ، على عكس الدول الإسلامية وبخاصة العربية والتي زاد فيها عدد المدخنين .
ويكفي أن نعلم أن دولة مثل السعودية " مهد الإسلام " تشتري 15 مليار سيجارة سنوياً بتكلفة 8مليارات دولار !!! أما مصر فتستهلك 80 مليار سيجارة سنوياً ... أما أكبر نسبة للمدخنين مقارنة بعدد السكان فنجدها في تركيا " المسلمة " حيث تبلغ نسبة المدخنين أكثر من 67% أليست هذه كارثة يعاني منها المسلمون اليوم !!
أما الدول العربية فتستورد قرابة 200 مليار سيجارة سنويا ، غالبها من شركات التبغ الأميركية ، وتنفق الدول العربية على التدخين أكثر مما تنفقه على التعليم والصحة. ولا أملك إلا أن أقول : لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم !
و يؤكد أن أكثر من مليار وربع المليار من سكان الكرة الأرضية هم من المدخنين ، ويُقدر عدد المتوفين من جراء آفة التدخين بحوالي خمسة ملايين شخص سنوياً.
من 1965 إلى 2006 ، انخفضت معدلات التدخين في الولايات المتحدة من 42 ٪ إلى 20.8٪. وهناك غالبية كبيرة من الذين أقلعوا من المحترفين مهنيا و ميسوري الحال. على الرغم من هذا الانخفاض في معدلات انتشار الاستهلاك ، فإن متوسط عدد السجائر المستهلكة لكل شخص يوميا ارتفع من 22 في عام 1954 إلى 30 في عام 1978. هذا الحدث المتناقض يؤكد أن الذين أقلعوا كانوا يدخنون بمعدل أقل ، في حين أن أولئك الذين واصلوا التدخين انتقل إلى تدخين السجائر الأخف. هذا الاتجاه قد توازى في العديد من الدول الصناعية حيث كانت المعدلات إما تنخفض أو تثبت. أما في العالم النامي ، فكان استهلاك التبغ في ارتفاع مستمر ليصل ل 3.4 ٪ في عام 2002. نجد اليوم أن روسيا تأتي في مقدمة مستهلكي التبغ تليها اندونيسيا ، لاوس ، أوكرانيا ، روسيا البيضاء ، اليونان ، الأردن ، والصين.
كشفت دراسة طبية أن نصف الفقراء في مدينة نيويورك الأمريكية ينفقون ما يقرب من بالمائة من دخلهم على التدخين هو ما دفع الكثير من دعاة فرض الضرائب على التدخين التصريح بعدم فاعليتها و جدواها في إقلاع المدخنين عن العادة المدمرة . و قد شددت "الجمعية الأمريكية للسرطان" في أحدث تقرير لها على الحاجة الملحة لإيجاد آلية فعالة و عملية لمساعدة المدخنين من الفقراء عن الإقلاع عن هذه العادة المدمرة . و تشير البيانات إلى أن مدينة "نيويورك" الأمريكية التي توجد بها قوانين ضريبية صارمة على مبيعات السجائر ، حيث تصل سعر العلبة الواحدة ما يقرب من 12 دولاراً إلا أن المدخنين يواصلون عادة التدخين .  و أكد الباحثون أن إجمالي ما يدفعه المدخنون كضرائب على السجائر قد بلغ نحو 600 مليون دولار سنوياً.

الأرباح العائده لشركات انتاج التبغ


شركات التبغ تحقق أرباحا خيالية علي الرغم من القيود الحكومية والصحية .
قال تقارير أنه برغم القيود الصحية والحكومية الكبيرة التي تواجه شركات التبغ فيما يخص الإعلانات عن السجائر ، إلا أن مكاسب هذه الشركات خلال السنوات الأخيرة مازالت أكبر من أن تحصى , حيث ارتفعت أرباح أكبر ست شركات عالمية للتبغ في العالم بصورة هائلـة , وذلك بسبب طبيعة تشابك التحالفات التجارية المتعددة.
وأضاف التقارير أن شركة " فيليب موريس " الأمريكية قد حققت صافي أرباح خلال 2011 بمقدار 3.9 مليار دولار , مقارنة بـ 24.4 مليار دولار في عام 2010. في حين حققت شركة " توباكو " المدرجة في الأسواق العالمية صافي أرباح بمقدار 2 مليار دولار , كما حققت شركة " أمريكان بريتش توباكو " صافي أرباح قدرها 4.2 مليار دولار.
وذكر التقرير أيضا أن شركة " اليابان توباكو " حققت صافي أرباح 1.15 مليار دولار , في حين حققت شركة " موريس انترناشونال " صافي أرباح بقيمة 7.5 مليار دولار , أما شركة "الصين ناشونال توباكو" فقد حققت صافي أرباح بقيمة 16 مليار دولار.
وأضاف التقرير أيضاً , أن إجمالي الإيرادات التي حققتها تلك الشركات بشكل عام من خلال مبيعاتها في عام 2010 قد وصل إلي 346.2 مليار دولار أمريكي , في حين كسر صافي أرباحها حاجز الـ35 مليار دولار أمريكي. وهو ما يوازي موازنات دول عالمية.
وبإلقاء النظر علي إنتاج أوراق التبغ حول العالم , سنجد أن مائة دولة حول العالم استطاعت خلال السنوات الأخيرة أن تحقق ارتفاعا في إنتاج نبات التبغ نسبته 128%, وقد أدت المنافسة بين هذه الدول إلي زيادة الإنتاج وبالتالي انخفضت أسعار التبغ والتدخين مما ساهم بشكل أساسي في زيادة عدد المدخنين حول العالم.
 
 




 

 



ليست هناك تعليقات: